زراعة النخيل هي عملية زراعية تقليدية تُمارس في المناطق الصحراوية والحارة، خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تُعتبر النخلة رمزًا للاستدامة والوفرة. تُزرع النخيل لإنتاج التمور، إلى جانب استخدامات أخرى مثل الأخشاب، السعف، والليف.
تبدأ زراعة النخيل باختيار الصنف المناسب، مثل الخلاص، المجدول، أو البرحي، بناءً على المناخ والغرض. تُفضل التربة الرملية جيدة التصريف مع توفر المياه. تُزرع الفسائل (الشتلات) في حفر بعمق حوالي متر، مع مراعاة المسافات بين النخلات لضمان نمو جيد، غالبًا 6-8 أمتار.
الري ضروري، خاصة في المراحل الأولى، حيث تُستخدم أنظمة الري بالتنقيط لتوفير المياه. تتطلب النخلة التسميد الدوري بالأسمدة العضوية والبوتاسيوم لدعم نموها وإنتاج الثمار. تُقلم السعف الجافة سنويًا لتحسين التهوية وتقليل الآفات.
النخيل عرضة لآفات مثل سوسة النخيل الحمراء، لذا تُستخدم المبيدات الآمنة وطرق المكافحة البيولوجية. تُحصد التمور عند نضجها، غالبًا بين أغسطس وأكتوبر، وتُجمع يدويًا أو باستخدام أدوات ميكانيكية.
الاستدامة تُؤخذ في الاعتبار من خلال استخدام مياه الري بكفاءة وإعادة تدوير مخلفات النخيل. النخيل يُساهم في مكافحة التصحر، تحسين التربة، وتوفير ظل في المناطق الحارة.
زراعة النخيل تجمع بين الفائدة الاقتصادية والثقافية، مما يجعلها استثمارًا طويل الأمد يُعزز الأمن الغذائي ويحافظ على التراث البيئي.

















































